إذا أردت أن أصف الصيحات السعودية في معرض (رمضان بوب أب 100 براند سعودي) بكلمةٍ واحدة؛ فستكون: (ثورة على المألوف)
لم يسبق للأزياء أنها احتلت الصدارة ووُظفت بجدية لتحقيق رؤيةٍ حكومية لكن هيئة الأزياء السعودية أعادت تفسير مشهد الموضة وفق النمط السعودي الخاص بها؛ إذ إنّ برامج الدعم وتطوير المواهب والمهارات، والتعاون، والتمويل، والترويج للمصممين الموجودين لا تقبل الشك. كما لا يمكن تجاهل برنامج معرض 100 براند سعودي الذي عُرض وأُقيم في نيويورك وميلانو (ولم تتأكد إقامته في باريس حتى الآن).
فيما يتعلق بعلامات الأزياء (البراندات) والمصممين؛ يظهر التنوع بين الصيحات والتصميمات بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب. بدءًا من الأزياء المتواضعة (الساترة المحتشمة) إلى الجريئة، ومن الكوتور إلى الملابس الفضفاضة. من أزياء الشارع إلى الأحذية الستيليتو، ومرورًا بالثوب (الملابس الرجالية السعودية) إلى الأرواب، ووصولًا إلى المجوهرات، ومستحضرات التجميل، والعطور، والإكسسوارات. كل هذا يغمر الفرد بالإثارة والتشويق، ويُعاد تشكيل هذه التفاصيل لتناسب أسلوبنا السعودي الحديث. وقد كان الحضور والمشاركون جميعهم متحمسون؛ وقد كنت كذلك أيضًا! وماذا عنكم، ماذا سترتدون لحدثٍ مثل هذا؟!
حسنًا! كان علي أن أعيد النظر في نمط ملابسي الخاص ليناسب هذا الحدث السعودي الرمضاني، وبالنسبة لي نظرًا لما أردت أن أوصله للعلامات التجارية والحضور، كان لزامًا علي أن أكون مبدعًا؛ ولحسن الحظ كان لدي ثوب من مجموعة سان لوران للرجال لربيع/صيف 2020، يحمل طابعًا رمضانيًا وعربيًا، يعبر عني تمامًا! وقد نسقته مع تيشيرت أبيض بسيط من زارا (من مجموعة السيدات)، وبنطال جينز أزرق ضيق ممزق من دوندوب، وحذاء كعب سميك من سيلين؛ والذي حل مشكلاتٍ لم أكن أدرك وجودها.
كانت إطلالتي مستوحاة من مزيجٍ مختلفٍ يجمع إطلالة برلين سكين هيد، مع شعر مجعد في رمضان، في مدينة الرياض؛ هذا بالنسبة لي!
وبالعودة إلى الحضور فإن جميعهم أعادوا تشكيل أزيائهم؛ لتكون لائقة بالمناسبة. بدءًا من العباءات الملونة ووصولًا إلى الثياب التقليدية المعدلة، الثوب المقصّر، أو الجنبيات، أو حتى الملابس العصرية والأنيقة. ما علينا إدراكه الآن أن هذه الأزياء ليست مجرد صيحات خاصة للمناسبات مثل مناسبة كأس السعودية على سبيل المثال؛ بل إنها أزياء يومية يرتديها الجميع؛ يمكن تعديلها وتخصيصها وإعادة تفسير أغراضها لتناسب أسلوب حياة المستهلكين. والآن نجوم العرض هم المصممون؛ الذين يعكسون روح هذه اللحظة السعودية الخالصة في عالم الموضة، كما يوجد العديد من الأزياء للاختيار من بينها؛ لكني أحببت الراحة والبساطة في أزياء كالديني، وعصرية نيويورك RBA، وتيشيرتات USCITA المثيرة، وأناقة أزياء العنود السالم، وروح الريادة لفوزية النافع، والجاذبية اللافتة لتوربا استديو، والأناقة الفريدة لعلامة KAF by KAF.
تمزج قصّات وأقمشة إيمان جوهرجي بين الأزياء الرجالية والنسائية، وتحوّلها وتطويرها نحو قوام جديد للجميع، تتناغم مع العصرية والتطلع إلى المستقبل.
كما كانت ألوان أزياء نوف السديري متألقة بالمقارنة بتألق عملاء لومر بشكلٍ لافت. وقد كانت أزياء نوبل آند فريش ببساطتها راقية وعصرية في الوقت نفسه. وتألقت إطلالة العباءات الجريئة، وتصميمات سارة التويم، وأزياء آرام، وطبعات هندامي العصرية، وأخيرًا، كان فستان (جاليبي فال) من تصميم ذيرزا مؤثرًا ومحملًا بالأناقة، وتوجد العديد من العلامات التجارية للحديث عنها، 160 براند على وجه التحديد. ولكن يوجد آلاف الاحتمالات والتأويلات لما تحققه السعودية الآن في عالم الموضة.