top of page

الحنين إلى رؤية 2030 مع عبدالله الخريّف

في عدد الصيف من مجلة إسكواير السعودية 2023، يأخذنا كاتب عمود مجلة إسكواير السعودية “عبدالله الخريّف” في رحلة مذهلة للعودة إلى جذور مفهوم السياحة لدى السعوديين.


عندما يتعلق الأمر بالسفر والسياحة؛ لطالما نظرنا إلى أنفسنا نحن السعوديون كسُيَّاح حتى وقت قريب، وخلال العطلات الكبرى كنًا نتنقل من بلد إلى آخر، ومع ذلك؛ نظرًا لأن السياحة ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030، حدث تحول جوهري في النظر إلى السعودية باعتبارها وجهة سياحية لكل من السعوديين وغير السعوديين.


ولما لا؟ بينا أكتب هذا المقال، قدِم وفد معرض إكسبو الرياض 2030 إلى مدينة باريس للترويج إلى استضافة المعرض العالمي، والحملة مقنعة بصورة كبيرة، حيث أصبحت الرياض مدينة عالمية إلا أنها غير مكتشفة بعد، وهي كذلك إحدى المدن القليلة التي تتطلع إلى المستقبل بوتيرة قوية.

بالعودة إلى الوراء؛ ولد مفهوم السياحة من عصر الثورة الصناعية، حين وُحِّدت ساعات العمل في العالم الصناعي، وبات بإمكان العاملين الحصول على إجازة للقيام بما يحلو لهم في أوقات فراغهم.


إذا عكسنا هذه النظرية على المشهد السعودي، حين تشكل مفهوم الدولة الحديثة بكامل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ظهر حينها مفهوم أوقات الفراغ -العطلات- الذي أقرته الحكومة، وقد كانت العطلات مقتصرةً قبل ذلك على الأعياد الدينية وبعض الأيام المرتبطة بالتقاليد المحلية.


في تلك الأيام كان موقع الفرد هو الذي يحتم عليه كيف يقضي عطلته ووقت فراغه، فلنأخذ العاصمة الرياض على سبيل المثال، والتي تمثل مقر الحكومة الرسمي والبلاط الملكي، كانت حرارة العاصمة في موسم الصيف تدفعهم للتوجه إلى وجهة باردة، وكانت مدينة الطائف الاختيار الأمثل، حيث الأجواء اللطيفة، والجبال الخضراء المُثمرة حتى في موسم الصيف. وبطبيعة الحال ينتقل المسؤولون الحكوميون وعائلاتهم مع البلاط الملكي، لتصبح الطائف الوجهة السياحية الأولى في المملكة العربية السعودية.

الطائف

بفضل الاستقرار والاقتصاد المزدهر، بدأ الشعب السعودي في توسيع دائرة السياحية لتشمل الخارج كذلك، حينها تأسست الخطوط الجوية السعودية ودشنت أولى رحلاتها للقاهرة، ثم بيروت والعديد من المدن الأخرى. وسرعان ما تسارعت وتيرة السفر إلى أوروبا، لصبح مدينة لندن وجهةً مفضلةً للسعوديين، مدفوعةً بالعلاقات التجارية المتنامية مع المملكة المتحدة آنذاك، بالإضافة إلى المنح الدراسية الحكومية.


في السبعينيات والثمانينيات ومع ارتفاع أسعار النفط، بات الشعب السعودي أكثر ثراءً وتسارعت وتيرة السفر والاستثمار العقاري في الخارج، وأزعم بأن تلك الحقبة هي العصر الذهبي للسفر السعودي، حيث باتت الوجهات الصيفية المفضلة للسعوديين تشمل كلًا من: الشانزليزيه في باريس وفندق سميراميس بالقاهرة، بالإضافة إلى مرفأ Puerto Banús في ماربيا، وحي روديو درايف في لوس أنجلوس. واعتاد العديد من السعوديين حينها على زيارة عالم ديزني في فلوريدا وكرنفال جنيف. كان الشعب السعودي آنذاك في كل مكان ومدركين تمامًا ما يحصل في العالم من حولهم، حينها لم يكن هنالك مجال للعودة.

الشانزليزيه

تعد المملكة العربية السعودية اليوم إحدى الوجهات السياحية الأسرع نموًا في العالم، عادت الطائف إلى المشهد السياحي لتستقبل العديد من السُيَّاح وليس فقط المسؤولين الحكوميين وعائلاتهم، وتوافد الألوف من داخل السعودية وخارجها لزيارة أبها والسودة والعلا وجدة. وتستضيف المملكة اليوم مهرجانات عالمية للأفلام والموسيقى، بالإضافة إلى المعارض الفنية والثقافية المتنوعة.


لكم هو مذهل ورائع أنه عندما يتعلق الأمر بالسفر والسياحة التي تروج لها المملكة العربية السعودية ورؤيتها 2030، يختار السعوديون إعادة اكتشاف السعودية بمناظرها الطبيعية الخلابة وثقافتها العريقة وإرثها الذي لا يضاهى مع تنوعها المذهل.

 



Comments


bottom of page